10 Mar
10Mar

لولا الرجوع إليك بعد كل سقوط ، ما أشرق فينا صباحٌ جديد ..

ولا تنفسنا هواءً نقيًا ، يعيد إلينا ما جفّ في تلك العروق ..


إننا نذبل كل يوم حين ننغمس في صغائر الأمور ، نشيخ ونشيب كلما طالت الخطا عنه وبعدت المسافات و أصبح الطريق إليه وعرًا جدًا .. ونحيا كلما أمطرت علينا سماء أو حلّت الرحمة على أراضٍ عِطاشٍ في دواخلنا .. لقد أعطانا أطواق النجاة لكي ننجو من لجج الحياة ،ومن بحرها الهائج .. تلك الأطواق التي لم نلتفت لها كثيرًا ، ولم نُعِرها إلا أذانًا وقلوبًا لاهية .. سيضل القلب يعتصر الألم ويعاني الغصص ما دمنا نطالع تلك الأنوار من بعيد .. سيضل الظلام يحيطنا ما لم نقرر أن نخطو نحو النور مجرد خطوة .. نسافر بها من عالم التيه إلى سعادة الهدى .. سيضل الظلام في حنايانا ، ما لم نفرك العينين ونحاول الاستيقاظ من جديد ..

{ اقترب للناس حسابهم وهم في غفلةٍ معرضون * ما يأتيهم من ذكرٍ من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون * لاهية قلوبهم } !

إنه يصف شوارعنا ، طرقاتنا ، أسواقنا ، بيوتنا ، مجالسنا ، أحاديثنا ، تفاصيلنا الصغيرة حتى تلك الغرف الخلفية في قلوبنا ! .. 

نمارس المرور بعيونٍ مغمضة وقلوبٍ مقفلة .. 

هلّا سمحنا للنور أن ينفذ من شبابيكنا المغلقة .. فالأفراح تبدأ في الإتجاه نحوه ، والسعادة تولد في لحظات الإقتراب .. لا شئ يشبه ربيع الحقيقة رغم كل مقدماتها الباردة .. شئ يشبه أن تعتاد على الجلوس في غرفة مظلمة ، ثم تجرب أن تفتح بيديك المهملتين نافذةً قديمة ،فيتسلل النور إلى أنحاء الغرفة ، وفي حناياك .


" أعوذ بك من دعوةٍ بلا رد ، وعينٍ بلا نور "

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة