14 Oct
14Oct

وتتوالى عليه الأوجه وتختلف .. تذكرني بما كنّا نراه من إختلافٍ عجيب في متشابهات الكون ! 

الشجرة الواحدة قد تحمل الكثير من الأوراق إلا أنك لو حاولت مطابقة الورقة بالأخرى فلن تجدهم متطابقتين تمامًا أبدًا ! ، ربما تجد إنحناءً زائدًا أو أن أحدهما أكبر قليلاً من الأخرى ..

ذلك القانون الذي يسري على كل شئ .. { ولا يزالون مختلفين } 


تخيل العالم لو أن الأشياء فيه تشابهت حد التطابق ! .. لن يحمل ذلك الجمال الذي يحمله الآن ..

ولو أن البشر تطابقوا لما استمتعنا بالحياة على هذه الآرض .. وقد يكون الإختلاف فيهم مصدر إثارة وتجدد لحياتهم .. ويجعل فرص التعلم بينهم أكبر وأكثر .. وتتنوع بذلك قصصهم وحياتهم وتجاربهم وخبراتهم ونتاجهم وسعيهم في الحياة .. 

ولو أن البشر تطابقوا لتطابقت أحداث التاريخ .. بل ربما لن يكون هناك تاريخ ! .. ولا داعي لسرد القصص المكررة والتي لا تقدم لهذه البشرية التنوع والتطور والتقدم في الفكر والروح والعقل .. فالآخرون ليسوا كالأولين .. ولا توجد قصص متشابهة تمامًا .. وهذه آية عظيمة حقًا { ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين } ..

ولو أن البشر تطابقوا لما كان هذا التنوع في المهارات والهوايات والإهتمامات .. ولما استطاع أحدٌ منّا أن ينهض بمشروعٍ أو مؤسسة تحتاج لأكثر من وظيفة ولأكثر من مهارة ولأفراد مختلفين حقًا متكاملين بإختلافهم .. 


ربما لا يكفي أن نتقبل الإختلاف .. 

ربما علينا أن نحبه ..

نحترمه .. 

{ ولذلك خلقهم } .

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة