وَأَنِّي مُقِيمٌ فِي مَوَاطِنَ غُرْبَةٍ … عَلَى كَثْرَةِ الأُلاَّفِ فِي جَانِبٍ وَحْدِي
يتقلب في أمورٍ كثيرة ، يعيش تجارب لا يستطيع الحكم عليها سريعًا ..
كان ينتظر المطر منذ أسابيع ، ليغسل ما عَلِق في روحه المتعبة ..
كان حين ينظر إلى البحر يتذكر سعّة الحياة ، وأنها تحمل بداخلها من الدروس الخفية ما لا يستطيع الإنسان أن يحيط به علمًا ..
كان يتذكر قلبَ صديقٍ له ، بدا وكأنه تحطّم أمام أحد صخور الحياة الصلبة ..
هو يعرف تمامًا أن الكلمات عاجزة عن التعبير عما يكنّه صدر الإنسان من مشاعر صادقة ..
لكنّ روحه و قلبه يستطيعان إدراك كل ما يجري دون الحاجة للكلام ..
كان يتأمل ذلك الطير الذي شعر بالدفء والأمان و وجد المأوى والسكن ، ثم اطمأن و ظن أن الحياة تبقى هكذا ..
ثم تلقيه الحياة خارج المأوى و ترغمه على أن يعيش تحديات الحياة لوحده .. فجأة وفي لحظة! أصبح في عالمٍ جديد، فَقَد معه الأمان والدفء والسكن !
كان يبحث عن ما سقَط منه منذُ وقتٍ طويل، ثم عَلِم أن لا شئ قد سقط فعلاً ! .. لقد كان ما يبحث عنه قريبًا جدًا منه ، ينتظر عودته في أي وقت !
كان يتمنى دائمًا أن يقول لصديقه ذاك : الكسور يا صديقي مهما عظمت سيجبرها الله تعالى ! .. هي مسألة وقتٍ و صبر !
إن مرور الأيام و تعاقب الأحداث يزيده يقينًا مع كل يوم أن الحياة لا يمكن أن تحلو أو تطيب إلا بالقرب من الله تعالى .. و ما دون ذلك فهو متّاع زائل لا يبقى و لا يدوم ..
وأن الحياة وإن أحاطتك بالأحباب و الأصحاب فلن تملأ فراغ قلبك أبدًا ..
وأن الحياة تلبس لونًا آخر و شكلاً آخر حين تكون قريبًا منه ..
والغربة يا صديقي تغدو وطنًا آمنًا دافئ ..
واصطكّت الأبوابُ
في وجه المُنى ! “
فلقيتُ “يا الله “
فرجَةَ مُعتمِ !
أنا لم أجد في الكونِ
همًا عاصيًا
“إلا وجدتُ الله
دومًا راحمِي