عودة بعد انقطاع طويل عن التدوين ..
أرجع للحديث عن المشاعر مجددًا ! و هل ينضب هذا البحر المستقر أبدًا في قلوب الكائنات ! ، كنت أود الحديث مباشرة عن مشاعر ( الاهتمام ) ، أو دعوني أسميها ( لذة الاهتمام ) ، ذلك الشعور الذي يرتقي في بعض الأحيان من كونه ( شعورًا ) إلى أن يصبح ( حاجة ) ملحّة جدًا ! ، لكني لا أعني في كلامي هذا ( المحتاج للاهتمام ) فقط - رغم أنهم الفريق الأكبر - ، لكن أيضًا الباذل للاهتمام محتاج لبذله أحيانًا !! و هذا هو ما أعنيه في حديثي القادم ..
أريدك فقط إن كنت قوي الإحساس بمن حولك أن تتذكر كل من تعرفهم ؟ ، كم ممن تعرفهم شعرت يومًا أنه محتاج للاهتمام ؟ ، الحقيقة أن البشر جميعهم مفطورون على حب الإهتمام ، انظر حولك من جديد ، كم منهم باذلٌ للإهتمام بسخاء ؟ ، ( قلّةٌ قليلة ) !
كان هذا دأب النبي صلى الله عليه وسلم مع الصغير والكبير ، حتى مع الأطفال كان يسلم عليهم ويمازحهم ويقدرهم عليه الصلاة والسلام ويلقي السلام عليهم ، كان كل واحد من صحابته يشعر أنه الأحب و الأقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ! ، لما ؟ ، هو ( الاهتمام ) !
وفي اقتباسٍ جميل قال الأستاذ محمد الغنيمي :
"هناك قانون هام في السلوك الإنساني، لو أذعنا لهذا القانون وأحسنّا التعامل معه، لتجنبنا الكثير من المتاعب.. وحققنا المزيد من الصداقات.. واستجلبنا به سعادة وافرة.. وحصلنا به الكثير من المنافع... نحن في أشد الحاجة اليها.... (منح الاخرين الاهمية دائماً)"
يفقد الكثيرون اهتمامهم بالآخرين كلما مرَّ بهم الزمن لأسباب متعددة تختلف بإختلافهم ، ويتمحورون في حياتهم على أنفسهم و الأقربين ، بيد أنه لو نظر خارجًا في دائرة علاقاته الواسعة بالناس والآخرين لوجد أنه كان يسكن في علبة مغلقةٍ بإحكام ! ، وأن في العطاء الشعوري الكثير من السعادات التي غفل عنها و لم يكن يلتفت إليها ! .. الكثير من هؤلاء أيضًا حين يُذكر له لفظ ( الاهتمام ) ينحاز فكره مباشرة إلى الجانب السلبي الغير متوازن منه ! ، فيَصدُّ عن كثيره و قليلة !!! ، بيد أن الاهتمام يسكن في ابتسامة ، كلمة طيبة ، مصافحة ، هدية ، سؤال ، نصح ، ووفاء ! ، و قد يحمل معانٍ كثيرة أسمى و أنقى ، الاهتمام خلقٌ مستمرٌ تزيد بزيادته المحبة و الألفة بين الناس و تزيد به السعادة الداخلية و الرضا في قلب الإنسان المعطي . إذا أحببت صدقًا أن يفقدك الآخرين حين تغيب عن الحياة ، فكن حيًّا في حياتهم ، وكن عنصرًا يمدهم بالأمل ويشعرون بوجودك بأنهم مهمين وأن ثمّة شخص على هذه الأرض يكترث لأمرهم .
" كن مهتمًا تكن مهمًا "