" أنت من تصنع سعادتك بنفسك "
هذا ما كان يتردد في داخلي الأيام الماضية، نحن الذين نختار ما إذا كنّا نريد أن يكون هذا اليوم سعيدًا أو تعيسًا ، كنت إذا سمعت سابقًا مثل هذه العبارات لا أجعلها تدخل في داخلي ، ربما لعدم اقتناعي التام بها، أي أنّي كنت أشعر أن الأحداث والمواقف التي قد تحصل في يومك هي التي قد تحدد مزاجك و نفسيتك . لكنني وعندما عايشت في الفترة الماضية أحداثًا ومواقف تركتها تتحكم في نفسيتي ومزاجي حتى آذتني جدًا و ظهر هذا الأذى في بدني من أوجاعٍ و غيره ، لذلك كان التفكير في ( كيف يمكن أن لا تتحكم المواقف و الأحداث في سعادتنا و مزاجنا ؟ ) أمرٌ ضروري لا بد منه ، لكي نستطيع الاستمرار في هذه الحياة .
" لا تتذكر جيدًا "
أحد الأمور المهمة التي تساعدنا على بقاء مزاجنا جيدًا مهما حدث أن ننسى كثيرًا من الأحداث المزعجة في يومنا ، أن نتجاهل كل ما يثير الحزن أو الغضب ، لا بأس قل لنفسك أن الأشياء لا تكتمل هنا ، كل ما تريده و تحلم به هو في جنّة الله الكريم ، وليس هنا .. لكن لا تنسى ما تحب ، لا أعني حين قلت لا تتذكر ، أن تنسى كل شئ ، قد تكون مثلي حاد التفكير فيما يهمك ، فلا تفقد ما تحبه في سبيل أن تنسى فقط ، تذكر ما تحب ، فلربما كتب الله له التحقق يومًا ، هو يعلم ما في مكنون نفسك وأخفى رغباتك .
" توكل على الله "
أساس كل سعادة و منشأ كل فرح هو أن يكون قلبك مُسَلمًا لله راضيًا مهما حدث ، قد تواجهنا الكثير من الصعوبات في الحياة نحتاج فيها إلى سند و كتف و ركنٍ شديد نأوي إليه من ضعفنا و قلّة حيلتنا ، وفي كثير من هذه المواقف لا نجد أحدًا ! ، كأن كل الذين أحاطونا بالحب و المودّة و الإخلاص اختفوا فجأة ! ، فلا نجد أحدًا أكرم و أرحم و أحنُّ علينا من الله عز وجل ، حينها ندرك أننا من المفترض أن نكون عنده من البداية ! ..
" تجاوز قدر المستطاع "
لا يمكن لإنسانٍ مهما عزل نفسه عن الناس أن يسلم من أذاهم، لا بد لمن يخالط الناس أن يتأذى ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) ، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعامل مع مثل هذا ؟ ، كان يقابل الأذى بروحٍ مطمئنة هادئة ، بسكينة تجعل الطرف الآخر يتعجب منها ، بابتسامة تُنبؤك أن المواقف التي تحدث لا تخترق عمقه فتؤذيه صلوات الله وسلامه عليه ، بل كان ( يتجاوز ) عن كثير الكثير من المواقف المؤذية ، تجاوزًا هائلاً عن أذيات متنوعة حصلت له في حياته صلى الله عليه وسلم ..
يتعين علينا هنا الوقوف والتأمل فيها فقط .
" كُن سعيدًا من أجلك "
....