حياةٌ لا تَترك فيها أثرًا .. كُنْت زائدًا عليها ..
هامشًا على صفحاتها..
لا تذكرهم الأرض ولا تبكي عليهم السماء ..
{ فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين }
الطين الذي نمشي عليه ، ومنه خُلِقنا ، وفيه نعود .. نمشي عليه الآن لنترك خلفنا غدًا آثارًا .. وتبقى الآثار ونرحل نحن ..
طُوبا لمن اتَّبع أشرف آثار وَطِئَت الثرى .. طُوبا لمن تَبع خطوات محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ..
تَتَبَع آثاره .. واقتدى بها ..
إن النجاة في الحياة وبعدها في تَتَبُع أثره ..
{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}
اعملوا ..
لأن الحياة زهرة .. مختلفةُ الألوان .. ثم تهيج فتراها مصْفرّة .. ثم تكون حُطاما !
{ اعلموا أنما الحياة الدنيا لعبٌ ولهوٌ وزينة وتفاخرٌ بينكم وتكاثرٌ في الأموال والأولاد كمثل غيثٍ أعجبَ الكفار نَبَاتُهُ ثم يَهِيجُ فتراه مصفرًا ثم يكون حُطاما }
لا يَتْرُك خلفه إلا ما قدم ، ويجازى بعدها بأحسن ما عَمِل ..
يحمل مسؤليته في عنقه ، و يُخرج له كتابه يوم القيامة فيَلْقاه منشورا ..
ثم يَلْقى ربه فردًا ..
وقال أصحاب الأثر :
{ وقالوا الحمدلله الذي أذهب عنّا الحزن إن ربنا لغفورٌ شكور * الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصبٌ ولا يمسنا فيها لغوب }
والصنف الآخر قالوا :
{ وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحًا غير الذي كنّا نعمل }
فكان الجواب :
{ أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير }
إنما أنت في الحياة ، لكي يرى الله عملك ..
{ ليبلوكم أيُّكُم أحْسَنُ عملا }
أيُّكم أحسن أثرًا ..