24 Apr
24Apr

يسأله : الآن أين وصلت ؟
يغرق في دوامة السؤال ..
في الآونة الأخيرة أصبح يتقن فنّ ابتلاع الكلام ، فالكلام حين يقال لابد أن يتفكر صاحبه في عواقبه على نفسه أولاً وأخيرًا قبل كل شئ ، ثم ينظر أين سيذهب ؟ ، كيف سيفهم ؟ ، ولمن ؟! ..
يحاول أن يرجع للكتابة ، فكلامٌ محتبس و قلم عاجز حِمل ثقيل على نفسٍ متعبة .
لا يشدّه شئ كذلك الضوء الذي يرقبه في آخر النفق، كذلك الأمل في الله سبحانه وتعالى، فتسكن نفسه و تهدأ روحه، درسٌ يتلوه درٌس ثم آخر، إلى أن يخرج منها بفضل الله سالمًا معافى، غير أنه لم يعد الشخص الذي كان في أول الأمر .. بات ينظر إلى الأمور بنظرة مختلفة تمامًا ، لم يعد هو ذلك الشخص الذي كان يكتب خواطره قبل سنة أو سنتين من الآن ، وحين يعود ليقلب صفحاتها يعلم يقينًا أن ما كان ينقصه هو ( التجربة ) ، ليتخذ قرارًا في أمور كان يظن أن الحياة لا تستقيم بدونها ، إنه يحمد الله كثيرًا على تلك التجارب رغم ما كان فيها من تعب ، ويتحسس فيها لطف الله تعالى، إذ يشعر أنها جاءت ردًا على ما كان يتساءل و يفكر فيه قديمًا .
إنه يشعر أنه مولودٌ آخر ، شخصٌ آخر ، و ربما يكون هذا هو ما يسمى نضجًا .

"لك العقبى حتى ترضى و لا حول ولا قوة لنا إلا بك"

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة