“ في عينيه معرفة ومعركة ويقين “
وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ثم قال :
( لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ أَوْ رَجُلٌ مِنْ هَؤُلَاءِ ) [صحيح البخاري]
بجسده وبقلبه ضربَ الأرضَ باحثًا ،مسافرًا ،مهاجرًا إلى الحياة ، ليسقي مَواتَ روحه وجفافَ عَقلهِ وقلبه .. وكأن العالمَ كُلَه انحصر في روحه الغَضَة وعينيه تحكي الحُلمَ الطويلَ إلى اليقين .. ألمُ الغربةِ الذي لا يُسبِبُه الرحيل عن الوطن ، وتَرَقُبُ المجهول الذي قد تأتي به الأيام وقد لا تأتي به ،والقلب في لهفه ،والنفس ضامئة لخيرٍ ما ..
بين أسطر هذه الرواية معانٍ حقيقيةٌ عالية ، قلبُ إنسانٍ حوى أجملَ المشاعر وأسماها على الإطلاق ، بل لم يذقْ البشرُ في حياتهم على مرِ العصورِ ألذُّ من الوصولِ إلى الله بعدَ صادقِ وطَويلِ البحثِ والسير . ظُروفُ الحياةِ التي تُلقينا على عَتباتِ الرجاءِ لِنَعثرَ عليه ، لِنَجده،لِنكلمه لنشعر بقربه الشديد منّا .. ولِنُدرك بعدَ كل هذا أن الظرف لم يكن المقصودُ من كل الحكايةِ بل المقصودُ الخفيُّ كان إليه ..
وبين أسطر هذه الرواية عزّم لا يقف أمامه جيشٌ جرّار ، وهدوءُ المحاربِ القويّ ، فإنَ القلبَ حين يَنعقدُ على أسمى المطالبِ لا يهتمُ بعدها بأيِّ شئٍ حوله سوى الحصول على ذلك المطلب ..
( الباحث عن الحقيقة ) ، رواية للكاتب محمد عبدالحليم عبدالله ، سرد فيها قصة حياة الصحابي الجليل سلمان الفارسي بأسلوب أدبي شيق وجذّاب ..
اقتباسات :
- قلت فيه شعرًا صامتًا .. هل تعرف نظرات العبادة ؟! حين ترى العين من تحبه ولا ترى في آن واحد ؟! وهل سمعت أذنك ذات ليلة صوتًا ثم فتشت عن مصدره فتحيرت وأنت سعيد حين أدركت أن أذنك سمعت قلبك ؟!
- الفكرة العظيمة لا تأتي إلا نتاجًا لإحساس عظيم يسبقه إرهاص عظيم يهيئ النفس لهبوط الفكرة ، كما تتجلى الطبيعة لمقدم الربيع.
- وأنا مع يقيني أنني أبحث عن شئ ، فبعض اليقين مرحلة ليقين أعظم .
- “ أعوذ بك من دعوة بلا رد وعينٍ بلا نور “
- أنا جائعٌ يا سيدي إلى ما هو أسمى من الطعام .
- وستجد تلك الحقيقة المطلقة الكبيرة التي هي الله أو الطريق إليه ، ستجدها في الحب لا في الحرمان .
- الأرض لا تلغي من الإنسان شيئًا بل تعترف به طينًا ونورانيًا ويكون في كلتا الحالتين عبدًا طيبًا من عبيد الله .
- أعظم أنواع الحنين هو ما يخلقه القرب ، ومن ذلك حب الله تعالى .
- إنني يا أبي أشعر كأنني والدٌ لشابٍ مات ، وأنا الوالد والشاب في وقت واحد . كبرتُ وخرجَ منّي إنسانٌ جديد بعد أن مات فيَّ إنسان . كما تولد الخطوة من الخطوة فتحيى الثانية و تنتهي الأولى .
- الشوق في عينيه والظمأ على شفتيه والتضحية أقرب الأفعال إلى قلبه .
- في كل عام يدفن الرجل منّا ذاته في ذاته ، يدفن الأضعف لينبعث الأقوى أو يدفن الأقوى لينبعث الأضعف .. وليس هناك ما يربط الأول بالثاني سوى التذكر .
- العبرة بما نعبر إليه لا بما ندوس عليه .
- أحس وهو يشد على كتفه أن رابطه ما تربط بينهما .. تلك العلاقات التي ينشرها الله بين البشر فيجعل المغتربين يحسون بالتآخي .
- “ إن أسباب دعائي لك ممدودة كحبل من الأرض إلى السماء لا أريد أن يقطع حتى تقطع أنت بيدك القادرة حبل أسري . أما إذا كان ذاك سبيلاً لرضاك ونصرة دينك فلا تقطعه “
“ النور يدخل من القلوب المخلصة كما تدخل أشعة الشمس والقمر من النوافذ المفتوحة “
رابط تحميل الكتاب :
http://www.syrianstory.com/pdf/amis-4-43.pdf