07 Aug
07Aug

" ولكن ليس غيرك لي طبيب "

يحارُ جدًا ، يقف أمام هذا السيل الجارف من المشاعر و المشاكل مفردًا .. 

الليل يزيد حلكة ، و الجو يمتلئ بالأتربة و الرياح التي تعصف به و بقلبه ..

لا وجهه .. لا مرشد .. لا دليل .. عقلٌ مضطرب و روحٌ متعبة جدًا .. 

و يظل هو يبحث عنك .. يبحث عنك في كل مكان ..

و أنت الذي لم تكن بعيدًا عنه يومًا .. و أنت الذي تكون أقرب دائمًا من كل شئ ..

هو الذي كان يُضِيعُ الطريق إليك .. 

يَضِيع في زحمة الناس و اختلاف الأنفس و تغير الظروف .. 

لا شئ يُخرج هذا الضعيف مما هو فيه إلاك ! 

لا شئ ينتشله من كل ما هو فيه سوى يد لطفك الممتدة دائمًا ..

ولا تكون الحياة طيبة هنيّة إلا معك ..

ذوي الكسور و الجروح و المتعبين .. 

يجدون عندك الطبَّ و الشفاء و السلوى ..

الوحيدون و البائسون و الغرباء .. 

يجدون أوطانهم في قربك ..

كان من خَسَارَتِه و ضَيَاعِه أن يُحَوِّل وجهته عنك حين يحزن ..

و ليس لحزنه دواء إلا عندك ..

يا طبيب المتعبين .. و يا جابر الكسر و مقوّي الإنسان من ضعف ..

إنه ليس في الدنيا حين تُقْفَل الأبواب إلا بابٌ واحد مفتوح ..

بابك .. يا أكرم الأكرمين 

لا يوصد الباب في وجه من أقبل لأي سببٍ كان .. 

بل يُفتح على مصراعيه و يرحب بمن قدم و يتلقفه من غرق و يشفيه من كل ألم ..


إن من الأمان يا صديقي ..

أن تلجأ دائمًا إلى هذا الباب أولاً .. 

لأنك لن تجد أبدًا في نهاية مسيرك المتعب بابًا يُفْتَح لك من دون حواجز أو عوائق غيره ..

نعم المولى و نعم النصير ..

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة